إسلي وتسليت
إسلي وتسليت

الزواج إملشيل …قصة حب إسلي وتسليت

 

يتحدث الباحث يوسف الرجراجي عن الزواج إملشيل الاسطورة القديمة و الحقيقة , التي تستمد جذورها من الماضي ولاتزال تعيش في الحاضر فيقول إنّ هذا “الموسم هو لتخليد قصة حبّ قديمة حدثت بين إسلي وتسليت، وهي النسخة المغربية الأمازيغية لقصة الحب المعروفة في المشرق العربي بقيس وليلى”.

أجيال بعد أجيال في منطقة إملشيل تتناقل قصة إسلي وتسليت اللذين أحبّا بعضهما حبّا عظيما، وحال الخلاف بين قبيلتيهما دون إتمام الزفاف وتتويج هذا العشق والغرام الكبير.

ويذكر الرواة أنّ إسلي كان شابا من قبيلة آيت إبراهيم وتسليت صبيّة من قبيلة آيت أعزى، وهما قبيلتان تنتميان للجذع نفسه لقبائل آيت أحديدو بمنطقة إملشيل، لكن القبيلتين كانتا متخاصمتين، فأصرّتا على منع الحبيبين من الوصل والاقتران ببعضهما البعض.

ويقول الرجراجي إنّ “أغرب ما في الأسطورة الأمازيغية هو البحيرة الحالية الموجودة بوسط الصحراء، والتي يعتقد سكان المنطقة أنها تكوّنت من دموع العاشقين إسلي وتسليت”، مضيفا أنّ ذلك يفسّر إقدام المتزوّجين في هذا الاحتفال الكبير على الاستحمام في تلك البحيرة خلال صباح اليوم التالي لليلة زفافهم.

وتذهب بعض الروايات إلى أنّ القبيلتين قرّرتا المصالحة بعد هذه الحادثة المؤثرة، فالدموع المنهمرة من مقلتي الحبيبين خلّدت ذكراهما بعد وفاتهما لوعة وحرمانا، لكنّها توفّقت بالخصوص في تعبيد طريق الوصل والزواج بين المتحابّين بعدهما، فقد أصبحت القبيلتان تنظمان موسما للزواج الجماعي بمحاذاة بحيرة “تسليت” الموجودة بمنطقة إملشيل.

الجدير بالذكر أنّ الزيجات الجماعيّة في مهرجانات إملشيل السنوية تتم وفق التعاليم الإسلامية التي اعتنقتها القبائل الأمازيغية وترسخت فيها عبر القرون، غير أنّ الميزة الرئيسية لهذه الاحتفالات تتمثل هي أنّها تجري دون إنفاق مبالغ مالية كبرى، حيث تغيب الشروط المنهكة التي عادة ما يفرضها الآباء في المدن على المتقدّمين إلى الزواج من بناتهم.

شاهد أيضاً

Gingembre

مشروب الزّنجبيل مشروب الشتاء الافضل

مع انتهاء فصل الصيف، واقتراب دخول الشتاء، حيث يشتد البرد، فليس هناك أفضل من كوب …